بسم الله الرحمن الرحيم
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟
قال: الصلاة
إنه فرصة لكل نفس ضيعت الصلاة وحُرمت أجرها وثوابها بأن تلحق بأفواج المصلين في مساجد
تزيَّنت للصائمين، فإما أن تخرج من رمضان وقد تصالحت مع جميع عباداتك وأولها الصلاة، وإما
ستخرج منه مفلسًا، وها هي البشرى تأتي؛ لنحافظ أكثر وأكثر على صلاتنا في رمضان؛ يقول
فإذا أتى عليك شهر رمضان لا تترك صلاة إلا أدَّيتها في المسجد، فلا تُصَلِّها في بيتك إلا لعذرٍ شديد،
ولتجعل من رمضان صلة ووثاقًا وجسرًا تتحصَّن به، مؤديًا لصلاتك، فلا تفرط فيها ما دمت تتنفس وتَحيا،
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ
ربِّك أعظم بنا، فتأتي الصلاة لتنقي القلب والصحيفة من ذنوب فعلناها وغفَلنا عنها، ولكن الله لم يغفل
ولم يُرد لنا أن نقابله بها، فالخمس صلوات تكفِّر لنا ما مضى، هذا في الشهور العادية، فكيف بها مضاعفة
في شهر رمضان؟ عن جابر رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ
آذاننا عن نداء بيوت الرحمن، فإذا كنتَ مريضًا تستطيع الصلاة في المنزل، وإن كنت مقعدًا وطريح
الفراش تستطيع أن تؤدي صلاتك وأنت جالس؛ قال صلى الله عليه وسلم: "صل قائمًا فإن لم تستطع
فقاعدً
ا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ"؛ (رواه البخاري وأهل السنن)، "فإن لم تستطع فمستلقيًا"؛
هذا لمن وجب له العذر ولكن من لم يكن له أعذار، كيف حاله عند السؤال والحساب، لا حجة ولا برهان
له على ترك صلاته، ولنعلم أن الأنفاس معدودة والموت قادم وبعد الموت إما الجنة وإما النار، فإذا كنا
ممن
حافظوا على الصلوات، فهنيئًا لنا، وإذا كنا ممن فرطوا فيها، فيا حسرتنا على ما فرطنا؛ قال تعالى:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾
يقشعر ويشحب الوجه من هول ما فرطنا من ترك صلوات ونوافل، لأجل ما لا يضر ولا ينفع، ولكننا الآن
نتنفس وفي خير حال، فلنعقد النيَّة ونصحِّح أخطاء ما مضى، وليكن رمضان هذا العام قيامنا وصلاتنا
إيمانًا واحتسابًا، فإذا حضرت أوقات الصلاة وجدتك منتظرًا لها بشوق، فلا تتخلف في رمضان عن
صفوف
المصلين؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم
على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء
على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط"؛
(صحيح مسلم).